-
الليلة هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ولدينا في بعض الروايات أنّها ليلة إحياء؛ والحاصل أنّ إحياء هذه الليلة هو أمر مؤكّد، ويُمكن أن تكون ليلة السابع والعشرين تتمّة لليالي القدر، وأنّ الله جعلها فرجة ورحمة لعباده الذين لم يُوفّقوا في الليالي السابقة للحصول ـ كما يجب وينبغي ـ على ذلك العزم والجدّية والاهتمام اللازم من أجل التغيير، وذلك بأن يكون لديهم فرصة أخرى كي يلتحقوا بتلك القافلة؛ ولذا، يُمكننا أن نعدّ ليلة السابع والعشرين داخلة في مجموع ليالي القدر؛ وقد كان العظماء يوصون بإحياء هذه الليلة، وأنّه من الجيّد للإنسان أن يُحييها بما يحيي ليالي القدر السابقة ـ طبعًا غير الصلاة ـ ، وأن يطلب من الله تعالى أن يمنّ عليه بلطفه وكرمه إذا كان هناك تساهل وتلكّؤ في عزمه وإرادته على تغيير مساره وطريقه.
-
فهذا الشهر قد انتهى، ولا زالت الحسرة في قلوبنا، وأنا أذكر بأنّه في مثل هذه الليالي عندما كنّا نذهب إلى المرحوم العلاّمة، كان يتأوّه من صميم قلبه؛ كمن افتقد أعزّ شخص لديه، وكان يقول: يا سيّد محسن، أرأيت: هذا شهر رمضان قد انتهى، وقد رحل وأيدينا لا تزال خالية. يعني أنّنا كنّا نشعر حقيقةً كيف كان يتحسّر على انتهاء شهر رمضان، وينزعج من ذهاب هذه الأيّام المباركة.
-
وعلى كلّ حال، فالقصّة هي هذه! فهو ليس أكثر من شهر واحد، وينبغي علينا في هذه الأيّام الأخيرة أن نطلب من الله تعالى بشكل جادّ أن يوفّقنا في مسيرنا المستقبلي ويرزقنا السير على ما ثبّت عليه أولياءه؛ لأنّ هذا المقدار يُمكننا أن نطلبه من الله وأن نقول له: إلهي، نحن على يقين بأنّ هذا الطريق هو طريق حقّ، ولا شكّ لدينا في ذلك؛ فقد شاهدنا أهل الدنيا، وكم لنا أن نشاهد؟! وشاهدنا السياسيّين وتصرّفاتهم، وشاهدنا الاجتماعيّين والمجتمع، وشاهدنا أهل المال والتجارة والمعاملات، وشاهدنا أهل التزوير والرياء والخداع والاحتيال.. لقد شاهدناهم جميعًا، فكفانا ذلك! وشاهدنا الأشخاص العاديّين، وشاهدنا شعوبًا ومذاهب مختلفة، وشاهدنا الدعاة إلى الحقّ من غير المأهّلين للدعوة؛ وها نحن ذا نراهم بأجمعهم!
أهمية الليلة 27 من شهر رمضان وأعمالها
تكلم سماحة آية الله السيد محمد محسن في هذا المقطع من المحاضرة عن أهمية ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، وكيف يجب علينا أن تكون حالنا في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك، كما أشار فيها لبعض الأعمال في تلك الليلة.